هل تعانين من تمرد طفلك؟ الأسباب والعلاج



  


التمرد

كثيرا ما تعاني غالبية الأمهات من بكاء وصراخ طفلها بشكل هستيري ويكون خارج التغطية إزاء اقتناء شئ معين سواء لعبة أو طعام أو....

هذا الأمر يشعر الأم بالحرج الشديد فماذا عليها أن تفعل ؟؟

 

ما هو التمرد

تمرد الأطفال  سلوك سلبي يُشير إلى رفض الطفل أداء عملٍ معيّنٍ حتّى لو كان ذلك العمل يُحقّق منفعةً وفائدةً،

يعرف استشاري العلاج النفسي الدكتور عبدالله الرعود تمرد الطفل بأنه " حالة من اضطراب السلوك  تظهر في عمر مبكر

 عنده منذ السنتين الأولى والثانية من عمره ، يعاند فيها من حوله حتى يخالف نفسه ، ويتميز فيها بمخالفة الأوامر وما 

يطلب منه ويتصرف حسب رغباته وأهوائه ويحاول الاستقلال عن بيئته والتحرر من التبعية وإثبات شخصيته "

 

أشكال تمرد الأطفال

مشكلة تمرد الاطفال التي تظهر غالباً في أولى مراحل الطفولة واستقلال الطفل واعتماده على نفسه، فنرى الطفل يضرب 

إخوانه ويسخر منهم ولا يستمع إلى كلام أبويه ويقلل من شأنهما .

صور العناد

العناد مع النفس : ويكون ذلك عندما يعذب الطفل نفسه ، ويكون ذلك عندما يغضب الطفل من 


أمه فيتعامل معها بالإضراب عن الطعام ويصر على رفضه حتى وإن كان جائعا ورغم توسلات أمه 

ليأكل .

عناد التصميم والإرادة : وهذا العناد هو التحدي والإصرار على تحقبق هدف معين وهذا عناد محمود ويجب تشجيع 

الطفل على ذلك وتحفيزه وشكل هذا العناد مثلا بأن يصر الطفل تعلم ركوب الدراجة مهما أخطأ فى ذلك أو كإصراره 

على إصلاح لعبة مهما منعه الكبار من فعل ذلك


عناد فقد الوعي : وذلك يكون بأن يصر الطفل على موقفه دون النظر إلى النتائج المترتبة على ذلك ، فمثلا يصر الطفل 

على لعب الكرة بالرغم من إصرار أمه على النوم للاستيقاظ مبكرا للذهاب إلى المدرسة وهذا عناد مكروه .


العناد الفسيولوجى : وذلك العناد يكون فى صورة إصابات فى المخ مما ينتج عنه تخلف في الوعى مما

 يظهر شكل الطفل فى صورة المعاند

 

أسباب تمرد الطفل

هناك العديد من الأسباب الكامنة وراء عدم استماع الطفل إلى ما ينهاه والداه عنه، لذلك على الوالدين فهم 

هذه الأسباب حتى يتمكنا من معرفة طرق التعامل مع طفلهما المتمرد.

 

1-      تساهل الوالدين في الاستجابة للطفل: أحياناً يكتسب الطفل صفة العناد بشكلٍ رئيس

ي بسبب فعاليتها في الحصول على ما يريده، فهو يعتقد أنّ العناد هو الوسيلة الوحيدة للحصول على ما 

يريده، فإذا نجح الطفل في إقناع والديه بتحقيق رغباته عن طريق العناد عدّة مرّات، فسيبدأ بممارسته 

كحيلةٍ من أجل الحصول على ما يريده.

 

2-الرغبة في الحرية: يشعر الطفل بتقييد حريّته عند سيطرة والديه على تصرفاته وإصرارهما على أن يُنفّذ 

الطفل الأوامر دون تقديم أيّ أسباب أو اللجوء إلى أسلوب الإقناع، علماً بأنّ الوالدين قد يُسيطرون على تلك 

ويتحكّمون بالطفل بنيّة الحفاظ على سلامته.


3-الحفاظ على الشخصية: يمتاز بعض الأطفال بتقديرهم لشخصيتهم التي تشمل أفكارهم، ومعتقداتهم، 

والأشياء التي تُعجبهم وغيرها، وهؤلاء الأطفال لا يتقبّلون وجود من يُعارضهم في أفكارهم ومعتقداتهم

 ورغباتهم، ويُقابلون ذلك بالعناد الشديد الذي يصل إلى عدم تفكيرهم بوجهة نظر من يُقابلهم، وهذا النوع من 

العناد قد يُعيق نمو الطفل، كما قد يؤثّر سلباً على طريقة ارتباطه مع الأطفال الآخرين وتفاعله معهم.


4-الانتقام: يلجأ الأطفال أحياناً إلى العناد كوسيلة للانتقام من الأطفال الآخرين أو الأشخاص الذين سبّبوا لهم 

ألماً في وقتٍ سابقٍ، فهم يُحاولون إغضابهم كلّما سمحت لهم الفرصة بذلك.


5-سوء التواصل: يحدث سوء تفاهم بين الأطفال ووالديهم أثناء نقاش موضوع ما أحياناً، وقد يعود سبب ذلك 

إلى التوتر الذي يُصيب الأهالي عند مواجهة أيّة مشكلة داخل المنزل، وخصوصاً المشاكل المتعلّقة بأطفالهم،

 فيلجأ الوالدان إلى الصراخ سواءً على بعضهما أو على الأطفال لتجاوز المشكلة، فتنعدم طرق التواصل ممّا 

ينعكس على الأطفال بشكلٍ سلبيٍّ فيتصرّفون بأسلوبٍ سيّئ، ويكتسبون سلوك العناد، ويتمسّكون بأرائهم حول

 أيّ موضوع


6-عدم النضج: يتّصف الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة بعدم قدرتهم على التمييز بين الصواب والخطأ، لذا 

فهم يُحاولون إدراك محيطهم من خلال اتّباع الآخرين وتقليدهم، وذلك إلى أن يستطيعوا إدراك الحقائق بأنفسهم

، وهم خلال تلك المرحلة لا يمتلكون مهارات كافية للقيام بعملٍ ما لوحدهم، لذا قد يكتسبون صفة العناد أثناء 

تلك المرحلة إلى أن يدخلوا الروضة أو إلى وقت دخول المدرسة.


7-المقارنة مع أطفال آخرين : من المهم تجنّب مقارنة الأطفال بغيرهم، فالمقارنات غير الضرورية أو غير اللائقة 

تضرّ بالأطفال، فقد تؤدّي إلى الشعور بالإحباط والغضب تجاه الأطفال الآخرين الذين تتمّ مقارنتهم معهم، وفي 

هذه الحالة قد يحدث عكس ما توقّعه الآباء فبدلاً من تشجيع الأطفال على تصحيح سلوكهم قد يزداد عنادهم

 تجاه السلوك الذي تتمّ مقارنتهم به، لذا فإنّ المقارانات سواءً كانت فرديةً أو جماعيةً لن تكون في صالح الأطفال


8-الفضول: يبقى الأطفال في مرحلة الطفولة متشوّقين لمعرفة ما يحدث حولهم واكتشاف العالم المحيط بهم، وهو 

سلوك طبيعيّ لدى الأطفال، لكنّه قد يتحوّل إلى سلوك العناد عند محاولتهم معرفة العديد من الأشياء غير 

الضرورية في المرحلة المبكرة التي يمرّون بها، فبالرغم من أهمية الفضول لاكتساب المعارف الجديدة إلّا أنّه يجعل 

بعض الأطفال أكثر عناداً لمعرفة بعض التفاصيل


9-القدوة: أحياناً قد يكون الآباء أنفسهم السبب الرئيسي لاكتساب أطفالهم السلوك العنيد، فالأطفال 

يُلاحظون نمط حياة آبائهم ويتعلّمونه منهم ويتبعونه في حياتهم، كأنماط نومهم وكيفية تناولهم للطعام، وكيفية 

تصرُّفهم أثناء المشاكل اليومية، فإذا كان أحد الوالدين يتّبع سلوك العناد لتحقيق رغباته، فهناك فرصة كبيرة لأن 

يتّخذ الطفل والديه قدوة له وبالتالي يكتسب سلوك العناد كوالديه


10-                    الضرب : في حال اتباع الأهل لأسلوب ضرب الطفل للمعاقبة فإنه يتمرد ويتحداهم أكثر فأكثر.

 

 

علاج عناد الأطفال

أولا /

كيف نتعامل مع الطفل العنيد

 1::      الحوار والمناقشة مع الطفل العنيد وذلك وقت العناد لأن عدم المناقشة وقت الموقف تجعل

 الطفل يظن أنه ربح المعركة .


 2::     شغل الطفل بشئ آخر والمناقشة معه إذا كان كبيرا


. 3::     عدم وصف الطفل بالعناد أمامه لآن ذلك سيورثه الفخر بنفسه ، أو مقارنته بآخرين بأنه 

ليس عنيد مثلهم .


 4::      امدح التصرف الحسن من الطفل وكافئه ، وحدد طلباتك عند الذهاب للتسوق .


5::      صياغة التعليمات بطريقة لا تقبل النقاش


6::      وكما ستمدحه عند التصرف الحسن ، عاقبه عند وقوع  التصرف الخطأ مباشرة، ولكن 

يجب معرفة نوع العقاب اذي يجدى مع الطفل .


7::      تشجيع الطفل على الاسنجابة لطلباتهم بالكلمة الطيبة .

 

ثانيا /

علاج الطفل العنيد يسير علاج الطفل العنيد في ثلاث مراحل، حيث تتضمّن كلّ مرحلة جانباً معيّناً من 

العلاج  كالآتي: 

العلاج الفردي: في حالة العلاج الفردي يكون لا بدّ من القيام بإجرائين وهما كالآتي:

 دراسة الحالة الصحية للطفل: إذ إنّ سبب العناد قد يكون خلل في أداء بعض وظائف الجسم، كزيادة طاقة 

الطفل الجسمية، أو زيادة إفرازات الغدة الدرقية، وقد يكون سببه سوء التغذية أو الشعور بالإجهاد.


دراسة الحالة النفسية للطفل: في هذا الإجراء يتمّ دراسة الأسلوب المُتّبع في تربية الطفل، وأسلوب معاملته 

سواءً في المنزل أو في المدرسة، كما يتمّ التعرّف على أصدقائه وكيفية قضائه لأوقات فراغه.


 العلاج النفسي: في هذا الجانب من العلاج يتمّ الاهتمام بتنمية مهارات الطفل الاجتماعية، وذلك بتدريب 

الطفل على المهارات التي تُساعده على الشعور بإحساس النجاح وتنمية هذا الشعور لديه، إضافةً إلى

 تكليف الطفل بمجموعة من المهام التي تُساعد على زيادة قدرته على تحمّل تبعات قراراته وأعماله، وفي هذه 

المرحلة يكون من المهم وجود ثقة لدى الوالدين بقدرة الطفل على حلّ مشاكله بنفسه، كما يجب تعزيز 

.السلوكات الجيّدة التي تصدر عن الطفل وتشجيعه عليها مهما كانت بسيطةً، وتجاهل السلوكات غير 

المرغوب بها، ومن المهم أيضاً أن يكون الوالدين على علم بأنّ التحسّن لا يحدث فجأةً إنّما يحتاج إلى وقت، 

بالتالي عليهم تجنّب مطالبة الطفل بالتحسّن فوراً.


العلاج الأسري: في هذا الجانب من العلاج من المهم أن يكون لدى الوالدين مهارات للتعامل مع طفلهم وتدريبهم 

عليها، إضافةً إلى التركيز على ما يأتي:


عدم المبالغة في تدخّل الآباء في حياة أطفالهم.

تجنّب العصبية الزائدة لأتفه الأسباب أمام الأطفال، سواءً بسبب مشاكل الأطفال أو المشاكل الأخرى التي تواجهها الأسرة.

تجنّب السخرية من الطفل أو نقده سواء إن كان وحده أو أمام غيره.

ملء أوقات فراغ الطفل.

تشجيع الأطفال على حلّ مشاكلهم بأنفسهم ومساعدتهم عند الحاجة،

وتوجيه النصح والإرشاد لهم بعدل ودون الانحياز لأحد من الأطفال دون غيره.

احترام ملكية الأفراد الآخرين.

تجنّب مقارنة الطفل مع إخوانه مهما كان السبب.

 تجنّب ذكر أنّ الطفل عنيد سواء أمامه أو أمام الآخرين.

التعامل مع الطفل بشكلٍ مرن،

وتجنّب التسلّط والتشدّد في إعطاء الأوامر

 الالتزام بالهدوء والحوار المقنع والهادف

 

الخلاصة /

لعلاج  تمرد الاطفال  يجب متابعة ما يشاهده الطفل على التلفاز والحاسوب من برامج أو مسلسلات كرتونية، ففيها العديد

 من الأخلاقيات الخاطئة والسلوكيات التي تؤثر على الطفل وتجعله يقلّد ما يشاهده دون إدراك منه إن كان صحيح أو 

خاطئ.

تعويد الطفل على المساعدة  في الأمور المنزلية من ترتيب لسريره أو تنطيف لغرفته حتى يتعلم تحمل المسؤولية منذ صغره.

التقليل من تناول الطفل للمشروبات الغازية والشوكلاتة لما تحتوي على كميات كبيرة من السكريات التي تضاعف نشاط 

الطفل وتؤثر في تركيزه، وفي حال اصرار الطفل على تناول السكريات فيجب أن تكون صباحاً فقط.


الإكثار من وجبات الخضار والفواكه للأطفال فهي تمدهم بالفيتامينات اللازمة لنموهم وتشبعهم فلا يقومون بطلب 

السكريات والحلوى.


في حال قام الطفل بارتكاب أي خطأ كضرب أخيه أو شتمه أو أي فعل متمرد آخر، فيجب اللجوء إلى عقاب يناسب 

عمر الطفل وعدم القيام بضربه بتاتاً لأن ذلك قد يفاقم المشكلة، فمثلاً حبس الطفل بغرفته لمدة زمنية صغيرة بعد تحذير 

الطفل بالتوقف عن الفعل والعد ل 10 فإن لم يقم بالاعتذار عن الفعل الذي يقوم به فيحبس في غرفته.


تشجيع الطفل واعطائه الهدايا في حال قام بسلوكيات صحيحة ولم يفعل اي سلوك خاطئ  ليوم كامل مثلاً .

 إعطاء الطفل بعض لحظات من الحب والقبلات مع بضع همسات دافئة من النصائح بالنظر إلى عينيه قد تجعله يتغير 

بصورة كبيرة ويصبح مسالماً يستمع إلى توجيهات والديه بسهولة.


اللجوء إلى ممارسة الرياضة وتعويد الأطفال عليها لتفريغ الطاقة السلبية الموجودة وعدم استخدامها بصور أخرى غير 

صحيحة.


السيطرة على غضب الأهل وعصبيتهم فغالباً ما تكون سبباً في تفاقم المشكلة لدى الطفل وتحديهم حتى يصل الأهل إلى 

مرحلة الانهيار واستخدام العنف مع الطفل أو الاستسلام لتصرفات الطفل دون توبيخه و هو ما يهدف إليه الطفل بكل 

سرور.


 أغلب الأطفال المتمردين يكونون في قمة الذكاء، فيجب على الأهل محاولة استثمار ذكاء الطفل وتوجيهه إلى الطريق 

الصحيح بتحبيبه في العلم أو حفظ القرآن وتحفيزه على ذلك.



إرسال تعليق

0 تعليقات